Saturday, October 22, 2011

لقد أسمعت لو ناديت حيا



ـ"لقد أسمعت لو ناديت حيا .. ولكن لا حياة لمن تنادي"ـ

بعد الظروف العصيبة التي مرت بها مصر في الآونة الأخيرة وبعد بيان عنان ويوم ماسبيرو الدامي ولقاء العاشرة مساء الاستثنائي مع لواءين من المجلس العسكري وبعد تعليق يسري فودى برنامجه بسبب ما يتعرض له من ضغوط وخلافه .. وبعد ترشح أعضاء حزب السبوبة (الوطني) المنحل في الانتخابات ورفض المجلس العسكري اصدار قانون لعزلهم بزعم انه غير مختص بذلك (إنما ينزل قانون مباشرة الحياة السياسية عادي !!) وبعد ما هدد هشام الشعيني وغيره من أعضاء حزب السبوبة المنحل باحراق الصعيد إذا تم عزلهم بمقتضى قانون الغدر أو غيره .. وبعد أن تحدث الرويبضة (البدوي) باسم الثورة .. وبعد ما طلع مدحت شلبي (كالعادة) يطبل ع الهوا .. وبعد رفض بيت العيلة لقانون دور العبادة الموحد مبدئيا .. وبعد قول الدكتور محمود غزلان المتحدث الإعلامى باسم جماعة الإخوان أن «الضرورة» وحدها هى التى أجبرت الجماعة على القفز بنسبة مرشحيها لعضوية البرلمان المقبل على قوائم التحالف الانتخابى (الذى كان الإخوان يقودونه، لكنهم الآن يسكنونه وحدهم) من 35 فى المئة أول الكلام إلى 40 ثم 50 ثم أخيرا 65 إلى 70 فى المئة !!

لا أرى سوى أن المجلس العسكري الممسك بزمام الأمور في البلاد الآن ... إما جاهل أو فاسد ..

جاهل ذلك أنه لا يعلم أن المرحلة الانتقالية التي نمر بها الآن منوط بها الانتقال من شكل إلى شكل أو من حال إلى حال حتى تتسلم الحكومة الجديدة الأمر بعد التغيير .. يعني مهمة الحكومة الانتقالية هي الانتقال (من اسمها) مش بس زق الأمور وخلاص (ويا ريتها حتى عارفه تعمل ده)، كما أنه راض عن أداء الحكومة كما ظهر جليا في لقاء العاشرة مساء مع ابراهيم عيسى ومنى الشاذلي .. كما أن السادة الموقر جمهم أعضاء هذا المجلس لم يتفهموا بعد أن العقلية والطريقة التي يسيرون بها لهي مختلفة تماما ومنفصلة كلية عن ما يفكر به شباب اليوم (وهم المستقبل لا شك) وكما قال الأبنودي: "يا جناب الظابط، احنا جيلين جيلين جيلين، عقليتين وروحين، فهمين ايقاعين فكرين، شوف الأول فين وشوف التاني فين؟"ـ، ذلك أن الثورة تعني تغييرا راديكاليا .. وليس كما نرى الآن من محاولات ترقيع واقع أليم ... يعني ماحدش قال ان كل اللي موجودين ايام مبارك وحشين .. لكن ده مش معناه ان لا أطبق قانون العزل السياسي لحزب السبوبة لأنه ده أخطر شئ على المستقبل (تخيل واحد معندوش مانع يمشي في أي سكة المهم مصلحته وبس .. حتى لو هتضر البلد أوالشعب اللي قعده على الكرسي .. انت كده هتجيبهم تاني البرلمان يعملوا نفس اللي كانو بيعملوه وبالتالي يساعدون على افساد المناخ بأكمله)، وأيضا يديرون الدولة كما يدار الجيش .. وكأن عدد الجنود زاد فقط.

أو فاسد ذلك أنه يغض الطرف عن ما وقع من أفراده من انتهاكات لمدنيين لم يذنبوا شيئا (وهنا أنا لا أتحدث عن موضوع ماسبيرو فقط) وعن مخالفته الصريحة لما نص عليه الاعلان الدستوري من إنهاء العمل بقانون الطوارئ، وعن محاكمة المدنيين عسكريا ظلما وبهتانا.

طيب الحل ايه؟؟

1- العمل

في رأيي القاصر أن بيت القصيد هو العمل (العمل بكل أوجهه) يعني الواحد يشتغل بما يرضي الله (بصرف النظر عن مدى رضاه براتبه، لأنه ارتضى العمل بهذا الأجر .. أو يسيبه بقى) وفي نفس الوقت يعمل على المطالبة بما يراها حقوقا له ومنهوبة منه ..

2- المشاركة السياسية

لا داعي لتكرار المأساة السابقة من أن كل واحد لا يشغله الشأن العام في شئ ... لازك كل واحد يشارك ويقول رأيه وينتخب ... لأن بدون كده ستتاح الفرصة لعودة ما كان عليه النظام القديم

3- التوعية

المتمثلة في الحملات المختلفة في المحافظات للتوعية بالحقوق السياسية وبأن أي فساد في المجتمع أصله فساد سياسي وبضرورة إعادة العلاقة بين المواطن والشرطة إلى طبيعتها .. وهناك أفكار متميزة كثيرة بهذا الشأن منها ما طرحه عمر طاهر في مقاله أسبوع عودة الشرطة .

4- محاولة تقليل الفجوة التي بدأت تتسع بين الثورة والمواطن

اللي شايف كل من حوله يلقون بقاذوراتهم عليها كما أن الاعلام اللامؤاخذة لم يتوانى عن الحاق كل السلبيات بهاوتصوير شبابها بأنهم يشعلون الفتنة وأنهم عملاء وممولون وإلى آخره من هذا الهتي. وتقليل الفجوة يكون أولا بالاعمل وبعد كده عدم الانفصال عن المطالب العامة للناس وعدم حشد التظاهرات عن طريق تويتر فقط.

No comments:

Post a Comment