Friday, December 23, 2011

ديسمبر 2011

بعد ما حدث من أحداث مؤسفة أمام مجلس الوزراء بداية من يوم الخميس 15 ديسمبر 2011 وبعد انقسام الناس -الذي لم يعد غريبا منذ دأبت السلطة الحاكمة على إذكاءه- حول المنوط بنا أن نفعله، استمرت الاحتجاجات بأشكال مختلفة في الشارع المصري نهاية بجمعة رد الشرف اليوم 23 ديسمبر 2011 ، واستمر الانقسام أيضا، وخرج علينا الرويبضة في مؤتمر صحفي يطالب بالنظر للظروف ككل؛ ويخبرنا بأن التحقيقات في الانتهاكات السابقة من كشوف العذرية والتعذيب (لاحظ أن المجلس نفى حدوث ذلك أولا ثم أعلن أنه إجراء احترازي ثم أخيرا أنه يحقق فيه) دون أن نعرف ما هية تلك التحقيقات ولا من هم المتهمون، وأن هناك مؤامرة خارجية على مصر دون أن يشير مجرد إشارة إلى من يقف وراءها أو حتى للتدابير التي اتخذتها السلطات للحماية منها أو حتى التوصل لهوية المتآمرين.وخرج علينا رئيس الوزراء الذي تحدث عنعجلة الانتاج وعن حرق المجمع العلمي وقال أنه هؤلاء ليسوا ثواراوتساءل هل يوجد ثوار ذوي أعمار نحو 12 عاما دون أن يسأل نفسه هل يوجد رئيس وزراء عمره زهاء الثمانين ربيعا !! وأغفل التحدث عن من قتلوا (بصرف النظر عن كونهم متهمون من عدمه) بينما تحدث عن صلاحياته الحقيقية وأغفل كونه رئيس وزراء مستعمل بحالة سيئة.وتكلم كاتب أحترمه كثيرا عن احراق المجمع العلمي من قبل الثوار وأن الإعلام ينافق الثورة ولا يرى الأحداث إلا من زاوية واحدة معتبرا أنه لو كان مكان السلطة و رأى ذلك الحرق للمجمع لأطلق النار على من حرقه لأن هذا يذكره بحرق مكتبة الاسكندرية القديمة.تحليلي للموقف أنه بالرغم من أن الاعتصام السلمي الذي لم يتجاوز عدد المشاركين فيه المائة وخمسون مواطنا، وكان على وشك أن ينفض لا سيما بعد تفريغه من معناه باجراء اجتماعات الوزارة خارج مجلس الوزراء؛ أصر المجلس العسكري على أن يفعل ما رأيناه جميعا من العنف الغير مبرر ضد العزل، الآن أرى الآتي:

1- العنف لم ولن يكون حلا نهائيا لأي من المشكلات، والذين يدعون النزاهة عليهم أن يطبقوا القانون وذلك باعتقال من يخالفون القوانين وتقديمهم لمحاكمة مدنية عادلة بدلا من قتلهم جهارا نهارا على قارعة الطريق؛ لأنه في هذه الحالة تلحق الجريمة بالسلطة الدموية وليس بالجموع الغاضبة، ومن الخطأ تبرير العنف بأنه أسلوب متبع في كل دول العالم (وهو ليس كذلك)، فلا أحد في العالم يحكمه مجلس عسكري سوانا.

2- بالنسبة لحرق المجمع، فالنظر للمستفيد من ذلك هو ما يمكن أن يوصلنا للفاعل (راجع حرق مبني الرايخستاج (البرلمان) الألماني في شتاء عام 1923 الذي اتخذته القوى المعادية للديمقراطية ذريعة لتقويض جمهورية فيمار وإنهاء دستورها الذي أعتبر وقتها أفضل الدساتير الأوروبية وأكثرها تقدما، ومن ثم تهيئة البيئة المناسبة لتصعيد النازيين بزعامة هتلر إلى سدة الحكم ... أيضا راجع الحريق الذي لحق بجلس الشورى منذ عدة سنوات فقامت مروحيات الجيش بالتدخل الفوري لإطفاءه).

3- بالنسبة لمن يرى أن المعتصمين يفرضون رأيهم على الشعب، فالاعتصام احتجاجا على تعيين الجنزوري رئيسا للوزراء (والذي بدأ مساء يوم الجمعة 25 نوفمبر 2011 وكنت وقتها في التحرير) لا يعد فرض رأي على الشعب، بل هو اعتراض على ارادة المجلس التي تصر على استخدام شخصيات بائسة لا حول لها ولا قوة لتنفيذ سياساتهم العقيمة، ومن حق أي شخص الاعتراض على سياسات المجلس العسكري بل لقد استجاب لبعض هذه الاعتراضات عند تضخمها (راجع تجميد الوثيقة بعد جمعة الاسلاميين، بينما لم يعترض الثوار على من أتوا بانتخابات أو تمثيل شعبي؛ فلم يعترض أحد على نتائج مجلس الشعب (إنما الكل اعترض على المخالفات)، كما أن تسليم السلطة لن يكون لشخص يأتي قسرا وفرضا على الشعب، وإنما سيكون رئيس مجلس الشعب (المنتخب من الشعب) أو سيأتي بانتخاب مباشر، مما يعني أن الحديث عن تسليم السلطة وكأنه مؤامرة لخراب البلد محض هراء.
4- الحديث عن من ينافقون الثورة يبدوا مضحكا، فكيف لمنافق أن ينافق القلة التي يقف في وجهها أغلبية الشعب (ده غير القيادات كمان) ويتحمل المناقشات التي لا تحمل أي منطق والسفسطة من الجهلاء والتعرض للاعتقال !!!


5- حل جميع المشكلات يتمثل في تقليص الفترة الانتقالية بأقصى قدر ممكن، ذلك عن طريق بدء انتخاب رئيس الجمهورية فور انتهاء المرحلة الثالثة من انتخابات مجلس الشعب أو عن طريق اختيار رئيس مجلس الشعب كرئيس للجمهورية، ويستند في عمله على الصلاحيات التي يمنحها له مجلس الشعب باعتبار انه الجهة الوحيدة المنتخبة حتى الآن إلى أن يتم الانتهاء من الدستور. والمفتاح لذلك هو انهاء الانتخابات التي حاول المجلس العسكري مرارا إفشالها بافتعال القلاقل، ثم بعد ذلك عدم قبول أي مبررات أخرى من شأنها إطالة المرحلة النتقالية.


6- ماحدش أصدق من الدم ..

Sunday, December 11, 2011

فيك الخصام وأنت الخصم والحكم


مبدئيا وقبل ما نخش في الموضوع أحب أقول إن رأيي استند على حقائق ومواقف حصلت وبتحصل .. وعلى تاريخ طويل مفاده أن الصمت والحل الوسط دايما بيجيب الكافية

ورأيي أن المجلس العسكري كما قلت سابقا في نوت بعنوان "لقد أسمعت لو ناديت حيا" ـ

وفيما يلي لينك نوت محترم عن فساد المجلس العسكري من قديم الزمان .. مش فاكر مين اللي كاتبه الصراحة إلا أنه قيم .. أنقر هنا

وعليه فالحادث أن الأعضاء الموقر جمعهم في المجلس خايفيين من الحساب اللي ممكن يطولهم في حالة تسليم السلطة (زي ما حصل مع مبارك) .. وعشان كده بيستخدموا كل وسائل التضليل لتشتيت الناس فيصبح بعضهم غافل وبعضهم غير مهتم وبعضهم متخيل أن الشرفاء في الميادين هم سبب أزماته .. كما انه يستخدم الإعلان الدستوري بإنتقائية شديدة .. ده غير مخالفاته الصارخة ليه؟؟
يعني مثلا المادة 59 تنص إن قانون الطوارئ ينتهي في سبتمبر .. لكن ما زالت المحاكمات العسكرية قائمة لكل شريف (عندك أشهر مثال علاء عبد الفتاح وهو بالمناسبة من أفضل من التقيتهم خلال الثورة) .. كمان تفويض صلاحيات رئيس الجمهورية للجنزوري مخالف لنص المادة 56 اللي بتقول ان لرئيس المجلس العسكري أن يفوض صلاحيات رئيس الجمهورية أو بعضها لأي من أعضاء المجلس .. وعليه فلو أي حد طعن او رفع قضية ضد التفويض ده هيكسبها.
واللي حاصل ده بسبب ان المجلس العسكري بيكتب المواد دي بمزاجه وبيعمل اللي على مزاجه برضه بدون الرجوع لحد بتاع قانون أو متخصص في الدستور مثلا، وما حدش يقوللي هما فاهمين .. خلينا ساكتينأصلا دول كلهم كان التخين فيهم جايب 70 % في الثانوية العامة (عذرا لاستخدام التعبير الطبقي ده لكن والله دي حقيقة) .. المهم كمان في موضوع الجنزوري إنه هيباشر مهام رئيس الجمهورية على النحو المبين تفصيلا في بيان هيصدره المشير ... آه والله

وبما إن الانتخابات شغالة ..والناس انشغلت بيها إلى حد كبير (يعني ربنا يكون في عون المواطن المصري والله هيلاحق على ايه ولا ايه !! على أكل العيش ولا المدام والعيال ولا الانتخابات ولا الثورة ولا التوك شو ولا الفواتير ولا المواصلات ولا البنزين .. حاجات كتير جدا) فمحدش فاضي للجدال بتاع حكومة انقاذ وطني حقيقية كالتي حدث عليها توافق تام في الميدان واللي فيها البرادعي وأبو الفتوح (طبعا عمرو موسى رفض المشاركة عشان عينه على الرئاسة .. إنما التانيين عشان محترمين مفرقش معاهم .. ولينا بوست عن الموضوعده لوحده إن شاء الله) ... وعدى موضوع الجنزوري لحد دلوقتي .. رغم إني مؤيد تماما للاعتصام اللي قدام مجلس الوزرا .. احنا عايزيين حكومة جديدة على الأقل طالما كل اللي ع الساحة كبار في السن (يعني مافيش داعي لرئيس وزرا مستعمل بحالة جيدة) وكمان مش فاهم ليه الاصرار على الاختيارات المستفزة (برغم إني مش بكره الجنزوري والله أعلم بفساده من عدمه .. بس على الأقل دلوفتي هو مغيب تماما .. ده غير انه كان ممنوع من السفر بقرار من النائب العام في يونيو 2011) ـ

الواقع الآن يفرض نفسه .. ولسة عن نفسي مش عارف أحدد اللي المفروض يتعمل ... يعني النزول المظاهرات طول ما هي تفتقد القاعدة الشعبية المجلس هيستعمل معاها أسوأ أساليب القمع أو التطنيش على أحسن الفروض .. وطالما معظم الشعب رضي بالواقع (اللي هو لا يختلف عن الماضي إلا حاجة بسيطة جدا قد كده ) فخلاص يبقى يجرب ويتعلم من أخطاءه ... يعني عايزيين الجنزوري .. والمجلس .. واحنا اللي بقينا مخربين .. سبحان الله .. خلاص أوك يا جماعة

البسوا بقى